سورة التوبة - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (التوبة)


        


{فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم} لا تستحسن ما أنعمنا عليهم من الأموال الكثيرة والأولاد {إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا} يعني: بالمصائب فيها، فهي لهم عذابٌ، وللمؤمن أجر {وتزهق أنفسهم} وتخرج أرواحهم {وهم} على الكفر.
{ويحلفون بالله إنهم لمنكم} أَيْ: إنَّهم مؤمنون، وليسوا مؤمنين {ولكنهم قوم يفرقون} يخافون فيحلفون تقيَّةً لكم.
{لو يجدون ملجأً} مهرباً {أو مغارات} سراديب {أو مدخلاً} وجهاً يدخلونه {لوَلَّوا إليه} لرجعوا إليه {وهم يجمحون} يُسرعون إسراعاً لا يردُّ وجوهَهم شيءٌ، أَيْ: لو أمكنهم الفرار من بين المسلمين بأيِّ وجهٍ كان لَفَرُّوا، ولم يُقيموا بينهم.


{ومنهم} ومن المنافقين {مَن يَلْمِزُكَ} يعيبك ويطعن عليك {في} أمر {الصدقات} يقول: إنَّما يعطيها محمَّد مَنْ أحبَّ، فإنْ أكثرت لهم من ذلك فرحوا، وإنْ أعطيتهم قليلاً سخطوا، ثمَّ ذكر في الآية الثَّانية أنَّهم لو رضوا بذلك وتوكَّلوا على الله لكان خيراً لهم، وهو قوله: {ولو أنَّهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون} ثمَّ بيَّن لمن الصَّدقات، فقال: {إنما الصدقات للفقراء} وهم المُتعفِّفون عن السُّؤال {والمساكين} الذين يسألون ويطوفون على النَّاس {والعاملين عليها} السُّعاة لجباية الصَّدَقة {والمؤلفة قلوبهم} كانوا قوماً من أشراف العرب استألفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليردُّوا عنه قومهم ويُعينوه على عدوِّه {وفي الرقاب} المكاتبين {والغارمين} أهل الدِّيْن {وفي سبيل الله} الغزاة والمرابطون {وابن السبيل} المنقطع في سفره {فريضة من الله} افترضها الله على الأغنياء في أموالهم.
{ومنهم الذين يؤذون النبيَّ} بنقل حديثه وعيبه {ويقولون هو أذنٌ} أنَّهم قالوا فيما بينهم: نقول ما شئنا، ثمَّ نأتيه فَنَحْلِفُ له فيصدِّقنا؛ لأنَّه أُذنٌ والأُذن: الذي يسمع كلَّ ما يُقال له، فقال الله تعالى {قل أذن خير لكم} أَيْ: مستمعُ خيرٍ وصلاح، لا مستمع شرٍّ وفسادٍ، ثمَّ أَكَّد هذا وبيَّنه فقال: {يؤمن بالله} أَيْ: يسمع ما ينزله الله عليه، فيصدِّق به {ويؤمن للمؤمنين} ويصدِّق المؤمنين فيما يخبرونه، لا الكافرين {ورحمة للذين آمنوا منكم} أَيْ: وهو رحمةٌ؛ لأنَّه كان سبب إيمانهم.
{يحلفون بالله لكم ليرضوكم} يحلف هؤلاء المنافقون فيما بلغكم عنهم من أذى الرَّسول والطَّعن عليه أنَّهم ما أتوا ذلك؛ ليرضوكم بيمينهم {والله ورسوله أحقُّ أن يرضوه} فيؤمنوا بهما ويصدِّقوهما إن كانوا على ما يظهرون.


{يحذر المنافقون أن تنزل عليهم} على المؤمنين {سورة} تخبرهم {بما في قلوبهم} من الحسد لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وذلك أنَّهم كانوا يفرقون من هتكهم وفضيحتهم {قل استهزئوا} أمرُ وعيدٍ {إنَّ الله مخرج} مظهرٌ {ما تحذرون} ظهوره.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8